التقی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح أعضاء الجماعة وأتباعها في مدینة مریوان من مدن محافظة کردستان 6 ذي القعدة وجری بینهم الحوار. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ عبد الرحمن بیراني في هذا الملتقی أکد علی الفهم الصحیح والعمل وفق المعرفة في دعوة الآخرین إلی الإسلام وأردف قائلا: یقول الله تعالی علی لسان نبيه الکریم: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ". إن البلاغ المبین وإبلاغ رسالة الله إلی الناس یتطلب البصیرة والفهم الصحیح لدین الله. والذي یتبع النبي علیه أن یعتقد برسالة الدعوة ویعمل بها قبل الآخرین؛ المنهج التربوي لجماعة الدعوة والإصلاح رکز علی تحویل المعرفة إلی السلوک وبالتالي الذي لا یعتقد به سیکون تأثیره سلیبا فضلا عن لا یکون له أدنی تأثیر إیجابي علی الناس.

وحول مفهوم خیریة الأمة والجماعة أضاف: بناء علی التعبیر القرآني: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" حینما یکون الإنسان مصدر خیر ویعمل ناجحا أن یکون له برنامج أفضل وخلق أحسن وتحلیل أصح لوضع المجتمع ومشاکله وإمکانیاته وینبغي أن یتعرف علی مخاطبیه ومجتمعه. وحث الأستاذ بیراني علی صفة الصدق في المدعی قائلا: قال تبارک وتعالی: "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً" ویشهد بصداقة النبي؛ وفي طریق الدعوة من البدیهي أي شخص أو جماعة دعت إلی الله فالله یشهد بصداقته وإذا کان العکس فلا جدوی لکلامه ولا تأثیر له.

وأضاف الأمین العام: جماعة الدعوة والإصلاح منذ تأسیسها في بدایة الثورة الإیرانیة لم تفکر إلا في الدعوة إلی الله وقد أسس بنیانها علی تقوی الله من أول یوم وإذا کان هذا هو بدایتها فنهایتها ستکون کذلک. وشدد سماحته علی أن الغایة من تأسیس الجماعة لم تکن الوصول إلی السلطة السیاسیة والیوم بشهادة الأشخاص الثقات العدول والمراقبين المحليين والأجانب أن الجماعة نجحت في مهمتها رغم کل المشاکل التي واجهتها خلال العقود الأربعة المنصرمة.

وفي إشارة إلی بدایة تأسیس الجماعة في غرب البلاد صرح الأمین العام: في بدایة تأسیس الجماعة شارک فیها رجال کبراء من مریوان کإبراهیم مردوخي وحسن حسیني وعبد الله إیراني وعلی رحماني والیوم أیضا تتمتع الجماعة من تجاربهم ومعلوماتهم. الیوم أصبح أهل السنة في کردستان مصدر الفخر والاعتزاز للآخرین وقد تعرف باسم کاک أحمد مفتي زاده والأستاذ ناصر سبحاني بالتالی یجب أن لا نقوم بشيء یسد طریق هؤلاء الرجال العظماء.

لسنا أهل الصراع ولا أهل الریاء

وحول نجاح الجماعة أنا أشهد بأننا أصحبنا ذا مکانة یأتم بنا أجل الممثلین البرلمانیین أو یحضرون في المکتب المرکزي للجماعة والرئیس الجمهوري یدعونا في بعض ندواته وللوصول إلی هذه المکانة لم نکذب یوما ولم نلجأ إلی النفاق ولم نقم بازدراء أحد؛ لا لأحد أن يدعي أننا مرتزقة للآخرين أو یتهمنا بعدم الاستقلال في برامجنا.

التعددیة وقبول الآخر في الإسلام

ومع تقدیم أفق من الوضع الثقافي والاجتماعي للمجتمع الإیراني صرح الأستاذ بیراني: نحن على دراية بالعناد والتحيز وأن طریق التفاعل مع المتحیزین وضیقي الأفق لا تمر عبر الصراع أو لا العنف بل تمر عبر الحوار والسعي لإقناعهم علی قبول الآخرین وأخیرا الوصول إلی حیاة سلمیة. نحن اخترنا طریق التفاعل والحوار بین جانبي الإفراط والتفریط. کل من الیهود والنصاری لا یقبلون إلا أنفسهم فقط کما قال القرآن الکریم: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ" وإذا قیل لهم: "آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ" ولکن الإسلام شدد علی التعددیة وقبول الآخرین حیث یقول: "قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"

صحیفة المدینة نموذج من قبول الآخر واحترام حقوق المواطنة

وتابع الأستاذ بیراني مشیرا إلی صحیفة المدینة قائلا: إن النبي الکریم قد قام بتنفیذ أمر الله في المدینة؛ کان یعیش فیها شتی قبائل الیهود کبني قینقاع وبني نضیر وبني قریظة علاوة علی قبیلتي الأوس والخزرج التیا تعانقوا الإسلام؛ قام النبي بتنفیذ أول عقد اجتماعي کما عبر عنه روسو أو أول دستور للمدینة وذکر فیها أسماء القبائل کلها علی أساس: "لهم ما لنا وعلیهم ما علینا". وأبدی سماحته عن أسفه لانعدام خلق التفاعل والتعایش بناء على المساواة في حقوق الإنسان في الفترات اللاحقة وصرح: بعد رحیل النبي الکریم عدمنا مثل هذه الثقافة شیئا فشیئا وأصحبنا ضحیة القیود الدینیة والطائفیة. إن عدد من أتباع المذاهب أو الحرکات الإسلامیة قاموا بوضع منظومة فکریة خاصة لهم ويعتبرون الناس خارج نظامهم الفكري وهذه العزلة والتفرد أدی إلی أن یکرههم الناس وعدم الاهتمام بالدین لدی بعضهم.

الفلسفة الوجودیة للجماعة ومهماتها

وأضاف الأمین العام حول الفلسفة الوجودیة للجماعة ومهماتها: نحن منظمة مدنیة ولم تركز جهودنا على السلطة السياسية والإدارية بل نقوم بمکافحة الانحیاز وعدم قبول الآخر التي لها جذر تأریخیة واجتماعیة؛ نسعی لعملیة تربیة الأشخاص بناء علی التعالیم الدینیة وحسب الاقتضاءات الزمنیة. إن سابقتنا تؤکد علی أننا لم نعمل للوصول إلی المصالح الشخصیة أو الحزبیة بل في سبیل بناء الثقافة وخلق المساواة وإقامة العدل في جمیع جوانبه. نحن لم نأت لنرحل بل نحن إیرانیون ونبذل قصاری جهودنا لعبادة الخالق والوصول إلی رضوانه ولعمارة البلاد وسنطالب حقوقنا وحقوق الإیرانیین السنة بطرق قانونیة دون توتر أو ضجة.