المولد النبوي هو يوم ولادة رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، والذي كان في 12 ربيع الأول على القول الأشهر. حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في بعض الدول الإسلامية، ليس باعتباره عيدًا، بل فرحًا بولادة نبيهم رسول الإسلام. حيث تبدأ الاحتفالات من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس تنشد فيها قصائد فی مدح النبي، وتلقی فيها دروس من سيرته العَطِرة.

وفي هذه الذكرى ،تُذكر الكمالات الإنسانية والفضائل الأخلاقية التي كرََّم الله تعالى بها النبي- صلى الله عليه وسلم - فقد كان صلى الله عليه وسلم نعمة کبری من الله بها علي الناس جمیعا .کان يتعاون في أمور العيش وتكاليف الحياة مع أهله وجيرانه وسائر المسلمین ، ويُحسن إلى خِدمه، ويكرم ضيفه، ويبر بإخوانه وأصدقائه، و يعامل غير المسلمين معاملة حسنة.

ومن هذا المنطلق يحتفل أهل السنة في كل أنحاء إيران بمناسبة قدوم شهر ربيع الأول.

لقد قام أهل السنة في مدينة «بيرانشهر» باحتفال المولد النبوي حيث بدأ الحفل في مسجد«الثقافة». في البداية بدأ الحفل بآي من الذكرالحكيم قرأها القارئ المشهور عبد الرحمن إبراهيمي ، بعدها ألقى إمام وخطيب المسجد كلمته حيث أشار إلى إكرام الله خلقه بإرسال محمد بن عبد الله إليهم لإرشادهم إلى  النور وإخراجهم من الظلمات قائلاً :يجب على الأمة الإسلامية الاقتداء بنبي الأمة والمحبۀ له حيث تعتبر محبة النبي صلى الله عليه وسلم جزء من الإيمان وهذا الإيمان لا يكتمل إلا بمحبته و اتباعه صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك اختتمت الحفلة بإنشاد جمیل.    

مدينة «باوه»: ففي مدينة «باوه» نظمت جماعة الدعوة والإصلاح احتفالا بمناسبة قدوم شهرربيع الأول حيث صادف افتتاح مسجد دار الإحسان . 

في هذا المحفل المبارك حضر جمع غفير من وجهاء أهل السنة وأساتذة الجامعات وطلاب المدارس.

في بداية الحفل ألقی إمام وخطيب مدينة جامع «باوه» الشيخ ملا قادر قادري كلمته بمناسبة هذا الشهر الفضيل حيث أشار إلى دور الصحابة و صفاتهم وجهدهم في نشر الدعوة الإسلامية مشیرا إلی أن هؤلاء رضوان الله عليهم ضحوا بالغالى والنفيس لخدمة الإسلام ونبيهم.

 بعد ذلك أشار إلى الآية الكريمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )حيث قال: إن الله اختار خير البشر  وهو محمد بن عبد الله لخيرأمة ؛ فلهذا يجب أن نحذوَ حذوَه صلى الله عليه وسلم. 

ثم ألقى «جليل بهرامي نيا» الكاتب والباحث الإسلامي والأستاذ الجامعي كلمته بمناسبة المولد النبوی الشریف؛ حيث ركز على محورين أساسيين وهما الاقتصاد وفضيلة المولد النبوي، حيث قال إن الاقتصاد عامل مهم في تنمیة وتقدم الإنسان مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «أللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر» إن الفقر يؤدي بالإنسان إلى الهلاك وأنه صلى الله عليه وسلم وازي بین الفقر و  الكفر.

وفي الختام ألقى الناشط الديني «حيدر غلامي»  كلمته حيث أشار إلى تاريخ الحكومات السابقة التی كانت تعتني عناية شديدة باحتفال المولد النبوي كمَلِك «مظفر» أحد الأمراء في الخلافة الأيوبية الذي كان يحكم «أربيل ». 

بعد ذلک أشار إلى الصلاة وهي قرة عين الرسول وأخلاقه الحسنة صلى الله عليه وسلم، سائلا هل نحن استفدنا من قرة عين النبي صلي الله عليه وسلم؟! هل طبقنا الصفات الموجودة في الصلاة ( الطمأنينة و الخشوع والخضوع) ؟! هل ورثنا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا؟!

إذا لم نعمل بتعاليم الإسلام  كالأخلاق الحسنة والطمأنينة في صلواتنا، فإن هذه الاحتفالات( ذكرى مولد النبوي) لا تنفعنا أبدا .

وفي الختام قام جمع من طلاب المدارس بإنشاد نشید دینی إحیاء لذكري المولد النبوی الشریف.