الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنهض أمته الإسلامية في شهر القرآن والفرقان والانتصارات، والقيام و ليلة القدر نحو المعالي وسمو الروح، والجود والإحسان، والاعتكاف ويدعو أمته الى حماية الأقصى و القدس، والوقوف مع المقدسيين و الفلسطينيين بكل ما يمكن يستقبل المسلمون بعد أيام معدودة العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر قال الله تعالى فيها
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)،
وفي هذا أعظم تكريم لهذه الأمة، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحيي العشر الأواخر تعبدا وقدوة لأمته، وأمرهم بأن يلتمسوها في ليالى وترها قائلا ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم
( إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ) رواه بن ماجه بإسناد حسن صحيح .
وفي الوقت الذى نستقبل فيه هذه الليالي المباركات تعاني أمتنا الإسلامية من أربع جوائح كبرى جائحة كورونا وآثارها الخطيرة ، وجائحة الاحتلال الصهيوني ، وجائحة الإعلام المضلل والمسلسلات الهابطة التي تروج للأعداء والمحتلين، والتطبيع مع محتلي قدسنا وأقصانا، والولاء لهم، وبذل الغالي والنفيس لأجل إرضائهم ، وجائحة الظلم والاستبداد وكبت الحريات. وأمام كل ما سبق فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو ويؤكد ما يأتى:
1 يستنهض أمته نحو #المجد والمعالي والعزة الإسلامية، والسمو الروحي وإحياء العشر الأواخر والاعتكاف والتضرع إلى الله تعالى برفع هذه الجائحة عن البلاد الاسلامية والمسلمين، وبلاد العالم أجمع،وإزالة بقية الجوائح عنهم جميعا.
2- يدعو أصحاب الأموال إلى الجود والاحسان والبر والإيثار وبخاصة إلى هؤلاء المتضررين من كورونا، والمنكوبين، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان في شهر رمضان المبارك أجود من الريح المرسلة رواه البخاري ومسلم ورواه احمد بإسناد صحيح (18015) وابن ابى شيبه (30920) والحاكم (2903)، يدعوهم الى بذل الصدقات والزكوات وغيرهما في سبيل الله لهؤلاء الفقراء والمنكوبين تحقيقاً لواجب التكافل الايماني.
3- يطالب أمته الإسلامية بحماية الأقصى والقدس وبالوقوف الجاد بكل الإمكانيات المادية والمعنوية مع إخواننا المقدسيين والفلسطينيين، فتلك الأمانة الكبرى في أعناق الجميع أمام الله تعالى وأمام الأجيال اللاحقة، فإن من المتفق عليه بين علماء العصر اعتماداً على النصوص الشرعية بأن التنازل عن الأقصى، والقدس الشريف والأراضي المحتلة خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، لذلك نهيب بأمتنا العربية والإسلامية بأن تقوم بواجبها نحو المسجد الأقصى والقدس الشريف وبقية الأراضى المحتلة.
4- يندد الاتحاد بشدة المحاولات الإعلامية المضللة البائسة والمسلسلات الهابطة التي تزين للمحتلين أفكارهم، وتؤدى إلى القبول الذهني والتطبيع الشعبى مع المحتلين والصهاينة بعدما فشل ذلك بين الشعوب حتى في الدول العربية والاسلامية التي قامت بفتح سفارة الاحتلال فيها.
وكلنا ثقة بأن مثل هذه المحاولات لن تنطوي وتخفى على امتنا وأن الذين يقفون وراءها، ووراء التطبيع والتضليل، وتشويه قضيتنا الأولى وأهلها والمدافعين عنها بأموال المسلمين لخاسرون في الدنيا والاخرة فقال تعالى (فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ) (الانفال : 36)، وأن مشاريعهم لاستئصال الإسلام الحقيقى ودعاته فاشلة بإذن الله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) (الفجر : 14)
مرة أخرى يكرر الاتحاد تبريكاته بمناسبة العشر الأواخر وليلة القدر داعيا الله تعالى بتضرع ان يوفق الجميع لمزيد من التقرب الى الله تعالى والفوز برضائه وجناته كما يدعو بتضرع أن يرفع هذا الوباء ليعود المسلمون الى مساجدهم وجوامعهم وعمراتهم وحجهم انه سميع مجيب
الآراء