نحن أخذنا الدين جاهزاً لذلك ليس الدين دائرة لتحريك تفكيرنا، وهو الفارق الكبير بين الذين يسلمون وبين المسلمون، فهم يقبلون القيم والمفاهيم الإسلامية بكل اريحية بخلاف المسلمون الذين تأثروا بالشبهات التي تثار حول كثير من المفاهيم، فترى المسلمون والمسلمات بالجنسية أصبحوا بوقاً لنشر هذه الأفكار الخاطئة التي لا توافق روح الإسلام التي تحيي الأمم والشعوب.

المسلمات الجديدات واللآتي دخلن في الدين عن طريق الفهم والقناعة الداخلية أخذن القرآن كقانون لأنهن دائماً يقولن القرآن يقول كذا وكذا، وليس هناك راد لأمر الله، ولا يشكون ادنى شك في صلاحية ومصلحية الإسلام لكل شخص وزمان ومكان.

الدين أصبح عندنا عادة وتورث من المجتمع ومن الأبوين، فهذا الموروث لم يبذل صاحبه أدنى جهد وجهاد للحصول عليه لذلك ترى بانه غير ذي بال عنده، بل هو شئ هين، وما ذلك إلا لأن صاحبه لم يحرك وينشط عقله في سبيل الحصول على هذه الحقيقة المطلقة التي تحيي روحها ونفسها وكيانها، وتصيغ كل مفردات حياته.

الوصول الى حقيقة الدين عن طريق السعي والبحث المضنيان يرسخ لدى الإنسان القناعة الداخلية بعظمة هذا الدين ودوره في الحياة (بعيداً عن التاريخانية)، لأن الدين يلبي الحاجات المعنوية للإنسان وينظم اموره المادية، الموروث (كإجتهاد بشري) و(كإعمال العقل) في النصوص المعصومة، أو كدراسات (استنباطية) من القواعد العامة واستخراج احكام وامور فقهية للفترات الزمنية، كلها أمور بشرية قابلة للتغيير واعادة الصياغة.

أرى اليوم بخلاف (الإجتهاد الإستنباطي) الذي كان سائداً في الفترات التاريخية، ان نذهب نحو (الإجتهاد الإستقرائي) أي نصل الى القواعد عن طريق الجزئيات الموجودة في المجتمع، ولعلي أقول هذا الذي يدفع كثير من المسلمين والمسلمات الجدد الدخول في دين الله في يومنا لنهم عن طريق امر جزئي يتعرفون على هذه الحقيقة المطلقة المتمثلة بالدين.

وكم نحن اليوم بحاجة الى ان نجعل من إسلامنا الوراثي الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا اسلاما علميا، وأن لانقول: (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) (الشعراء:74) أو (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) (الزخرف:22) وان نصل بهذا الإسلام العلمي الى حقائقه العقائدية والأخلاقية والقيمية عن طريق البحث، وان نكون مثل المسلمين والمسلمات الجدد الذين يدخلون في دين الله ويعرفون مذاق وحلاوة هذا الدين العظيم، لأنهم حصلوا عليه بجهد وجهاد.