نعی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ عبد الرحمن بیراني في رسالة تعزیة رحیل مولانا محمد یوسف حسین‌بور من أکابر العلماء في إقلیم بلوشستان. بناء علی تقریر إصلاح‌وب أن نص رسالة الأمین العام کما یلي:

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِیمِ

إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (فصلت/٣٠)

بمنتهى الأسف والحزن وبقلوب مفعمة بقضاء الله وقدره فقد تلقینا نبأ رحیل مولانا محمد یوسف حسین‌بور من أجل العلماء في إقلیم بلوشستان. وهذا الأستاذ للعلوم الإسلامیة والمفسر والمحدث الجلیل في بلوشستان قد لقي ربه بعد عمر طویل ملیئ بالجهاد العلمي والثقافي من خلال القیام بالتدریس والترجمة والتألیف وتربیة ثلة من الطلاب في مدرسة کشت الدینیة بقضاء سراوان من المدن البلوشیة.

ومن حیث أن الوجه الاجتماعي للدین ونوع أدائه في المجتمع یتعلق تماما بنوع الفهم من الدین وکیفیة تطبیقه علی واقع الحیاة الفردیة والاجتماعیة وأن فهم الدین یتطلب معرفة وادخارا شاملا ففقدان مثل هؤلاء العلماء الذین احتلوا مکانة عالیة بفضل قدراتهم العلمیة وتجاربهم الوافیة لیخلق فراغا کبیرا في أوساط المجتمع.

سماحة المولانا محمد یوسف کان منادیا للوحدة وداعیا إلی ثقافة قبول الآخر وبعد زیارة الأخیرة التي قام بها وفد من الجماعة وعدد من الشخصیات الکبار في المحافظة واللقاء بسماحته أشار إلی نکتة لطیفة جدا وهي: "إن الخلافات بین المسلمین کانت ولا تزال ولکن لا ينبغي أن تسبب إلی الانقسام والانفصال وعلینا أن نجتنب من التحزبیة والطائفیة. وقال أیضا: "إن الإسلام فتح أحضانه للذمیین فما للمسلمین الیوم یقتتلون فیما بینهم؟ مع الأسف نحن بعدنا عن الأسالیب الإسلامیة وهکذا قد فقدنا جاذبیة الإسلام."

إنني باسمي وبالنیابة عن أعضاء جماعة الدعوة والإصلاح وأتباعها أتقدم بأحری التعازي وأصدق المواساة إلی عامة أهل السنة بإیران وعلماءنا الکرام وطلبة المدارس الدینیة وإلی تلامیذه الأستاذ الفقید ومحبیه خاصة أسرته الکریمة سائلا المولی الجلیل أن یسکنه فسیح جناته وأن یلهمهم جمیعا الصبر والسلوان والأجر الجزیل.

اللهم‌ أكرم‌ نزله‌ وأسكنه الفردوس من جنتك مع النبیین والصدیقین والشهداء والصالحین وحسن أولئك رفیقا!

عبد الرحمن بیراني

الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح

19 محرم 1439