حضر الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ بیراني في الجلسة الأولی للهیأت التنفیذیة المرکزية في السنة الجدیدة الشمسیة وأکد علی احترام القرارات الجماعیة والمشارکة الفعالة فیها. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن في هذاه الجلسة التي تم عقدها في 8 رجب قال الأمین العام للجماعة مشیراً إلی بدایة السنة الجدیدة: نرجو أن یبدأ جمیع أعضاء الجماعة خاصة أعضاء الهیأت التنفیذیة المرکزیة السنة الجدیدة متوکلین علی ربهم الذي "لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ" وذلک الخالق العظیم الذي "تولِجُ الَّیلَ فی النَّهارِ وتولِجُ النَّهارَ فى‏الَّیلِ وتُخرِجُ الحَی مِنَ المَیِّتِ وتُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَي" و"یحْیی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا" مفعمین بالأمل والنشاط والتماسک التنظیمي وتعزیز الأخوة واحترام القرارات الجماعیة والتعمیق في القضایا خاصة ما تتعلق بالشؤون الجماعیة أکثر واقعیة وفهما للظروف والأحوال وتلبیة حاجات العصر ومستلزماته وأن یساعدوا الجماعة في حمل أعبائها وأداء مهامها. هذا ما نتوقع من إخواننا الأعضاء ونأمل بأن نحصل علی هذه الغایة مع الإخلاص والحمیة مجتنبین عن ما یسبب العکارة والانطﺒﺎﻋﺎت اﻟﺴﯿﺌﺔ.

ورجح سماحته التضامن والتماسک الجماعي علی کمیة النجاح العملي مضیفا: بالتأکید أن نجاح أي جماعة یقوم علی سلامتها وصداقتها وإخلاصها ووجود مجموعة متماسكة ومتضامنة مفید جدا وإن کانت أقل نجاحا في الساحة العملیة. واعتبر الدکتور عبد الرحمن بیراني الانتخابات القادمة "مؤثرة للغایة" وأکد علی المشارکة الفعالة فیها مضیفا أننا الیوم أمام مناسبة هامة وهي الانتخابات الرئاسیة وانتخابات المجالس البلدیة والقرویة وهذه الانتخابات لها دور کبیر في المجتمع. المجلس المرکزي للجماعة تعزم علی المشارکة الفعالة فیها بناء علی قناعتها ومن المتوقع أن تکون هذه التوصية محل الاهتمام من قِبل إخواننا وأخواتنا قبل سائر المواطنین؛ المشارکة في الانتخابات من مهمتنا المدنیة وعلی کافة المواطنین أن یسهموا في تقریر مصیرهم ونحن نتوقع من إخواننا وأخواتنا وسائر المواطنین أن یستغلوا هذه الفرصة ویستفیدوا من حقهم هذا.

واعتبر الدکتور بیراني فلسفة تأسیس الجماعة تقدیم الخدمة لأبناء الشعب وتابع: الجماعة تری أنه کلما أعطی الشعب ثقتهم لها واعتبروها مستحقة لأمر ما وساعدها المسؤولون، فهي مستعدة أن تقوم بأداء واجبها. إن الجماعة تم تأسیسها بهدف خدمة الناس بمعنی العام وکما صرح بعض زعماء الصحوة الإسلامیة إن مهمة الأحزاب والجماعات هي تقدیم الخدمة للمجتمع وعلیهم أن یضحوا بأنفسهم للمجتمع؛ نحن نعتقد إذا استطعنا أن نقوم بخدمة الناس لا نتوقع منهم أي شيء وإذا فشلنا فنشکو من أنفسنا لإخفقنا في الخدمة.

وتابع: نشکر الله تعالی بأن الجماعة أصبحت لها مکانة تکسب بعض الثقة وتستحق إحیانا أن تفوض إلیها بعض المسؤولیات. واعتبر الأمین العام الظروف الحالیة حاسمة في اتخاذ الاتجاهات والقرارات قائلا: هناک من یری أن لا ینبغي للجماعة أن تخوض في مثل هذه القضایا لتواضعهم؛ السؤال الذي یطرح هو إلی متی مکث رسول الله في غار حراء؟ وإلی متی لبثوا في دار الأرقم؟ کل هذه القضایا تمت في فترة محددة وبعدها تغیرت الظروف؛ نحن نتحرک وفقا لظروفنا الحالیة؛ الیوم أصبح شخصیات الجماعة معروفین وجدیرین بالثقة لدی الجمیع فعلینا أن نشارک أکثر جدیة.

وصرح الأمین العام: نحن لا ندعي أننا لا نواجه أي مشکلة إذا تحملنا مسؤولیة وکان المجال مهیئا؛ بل یمکن أن یتم رفضنا وربما یسأل البعض إذا تحملنا مسؤولیة هل یمکن أن ننجح فیها؟ نقول: إنه من الممکن ولکن إخفاقنا لا یعني أن نترک المجال. وحول خطورة الخدمات الاجتماعیة أردف قائلا: لقد مرت علی الجماعة تسعة وثلاثین عاما أفلا تکفي الأنشطة التربویة والدعویة في هذه الأعوام العدیدة حتی یلعب المتربون بدورهم في المجتمع وإذا أخفقوا فعلینا أن نسأل أین الخلل؟ ربما نفکر أن إدارة جلسة تربویة مع الإذعان بقیمتها أفضل من الخدمات الاجتماعیة وأظن أنه انطباع خاطئ. الآن سنحت لنا الفرصة وقد قام بعض أصدقائنا بالترشیح ویمکننا أن ندعم أصدقاء آخرین فمن البدیهي أن لا نتهاون ونشارک فاعلین.

واستمر الأمین العام متمنیا أن تکون السنة الجدیدة ملیئة بالأمن والسلام والرفاهیة والأخوة والتضامن لکافة المواطنین خاصة إخواننا وأخواتنا في جماعة الدعوة والإصلاح واعتبر بدایة السنة الجدیدة رمزا لذكرى الصحوة الطبيعة من النوم الشتوي الطویل وقیامة وحیاة جدیدة للطبیعة قائلا: بالتأکید أن اللحظات والأیام تتجدد وأن الأعمار تمر السحاب وهي لن تتکرر ولا رجعة لها؛ هناک مناسبات واحتفالات خاصة وفقا لعادات الشعوب وتقالیدهم وهي تکون محلا لاهتمام الناس وأن احتفالیة نوروز في إیران من تلک الاحتفالات ومن أقدمها وهناک من یعتقد أنه یوجد فیها نوع من الدعاء والصلاة لله وهذه المناسبة یهتم بها في إیران کعدد من دول المنطقة وهي بدایة السنة الشمسیة.