حضر الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح في الاجتماع الأخیر للمجلس المرکزي واعتبر مسؤولیة الدعاة البلاغ المبین مؤکداً علی الأسالیب المفیدة والمجربة والاجتناب عن الإکراه في الدین. أفاد مراسل إصلاحوب بأن الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الدکتور عبد الرحمن بیراني قال في الاجتماع الأخیر للمجلس المرکزي حیث تم عقده في المکتب المرکزي للجماعة في 6 شعبان متمنیا التوفیق والسداد لعامة الدعاة: إن الدنیا ساحة الحوار والدعوة إلی الله والقیام بالبلاغ المبین ولیست ساحة للقتال والنزاع.
وبناء علی تعالیم القرآن والسنة إن مهمة الدین تنحصر في إرساء السلام والصداقة والدعوة إلی الخیر والتعلیم والتزکیة؛ ولهذا النظر إلی الدعوة والتربیة بوصفهما محورا لنشاط الجماعة نظرة تلائم مع تعالیم القرآن الواضحة؛ بناء علی هذا فعلینا أن نهتم بأسالیب الدعوة المفیدة والمجربة والاستعداد للتغییر والتطور في هذه الأسالیب والطرق کلما اقتضت إلیها الحاجة ونستجیب احتياجات ومتطلبات العصر باستخدام أفضل للفرص.
وفي إشارة إلی آیات من القرآن الکریم أضاف الأستاذ بیراني: إن الله تعالی جعل مهمة الأنبیاء والدعاة القیام بالبلاغ المبین وعلی المخاطبین أن یستجیبوا هذا البلاغ علی بصیرة وعلی اختیار وأن الدیانة عندما تصبح ذات قیمة إذا اعتنق بها الأشخاص على أساس المعرفة والاختيار الحر عاریا عن الإکراه بالإضافة إلی صدق النیة:
"قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ"[النور:54]
"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ..."[یوسف:108]
وتابع الأمین العام مؤکدا علی ضرورة استناد الدعوة علی البلاغ المبین قائلاً: یجب أن تکون الرسالة واضحة وجلیة ولیس کل بلاغ وأسلوب وکل طریق دعوة بلاغاً مبیناً ولا یتم به الحجة خاصة في العصر الراهن الذي أصبحت الدعوة عملا خطیرا تتطلب قدرا کبیرا من الدقة.
وأضاف الأستاذ بیراني: في ظل الآیات القرآنیة ندرک أن مهمتنا هي عرض الدین عرضا صحیحا وجعله في معرض اختیار الناس ولیس إکراههم علی القبول؛ یقول سبحانه تعالی من لسان هود: "أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ"[هود:٢٨]
وبناء علی هذا أردف قائلا: إن الأمة التي یخاطبه القرآن تنقسم علی قسمین: أمة الإجابة ومن اعتنق الإسلام وأمة الدعوة ومن یجب أن یعرض علیهم الإسلام وتشمل جمیع أبناء البشر إلی قیام الساعة.
واستنادا علی آیات من القرآن الکریم استطرد الأمین العام: أن مهمة الحرکات الإسلامیة هي القیام بنشر الدعوة واضحة ملائمة مع مستوى فهم الإنسان المعاصر ولیست المحاولة للهيمنة والسيطرة على الفرد والمجتمع وقد ذکرها الله تعالی في غیر موضع من کتابه العزیز: "وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ"([الشوری:6]
وحول دور الدین الأهم في تزکیة النفس وإعطاء الجمال الباطني أضاف: من الطبیعي إذا کان لدینا باطنا مصفی ومزکی سنتصرف في الشؤون الفردیة والاجتماعیة مع المسؤولیة مبنیا علی القسط والعدالة.
وأضاف سماحته أن الله تعالی لم یجعل رسوله قیما للناس ووکیلا علیهم حتی یکرههم علی الإسلام مشیراً إلی هذه الآیة الکریمة: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّـهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ"[الشوری:6]
إن هذه الآیة نزلت في المشرکین وتذکر بأن الله تعالی غالب علی الناس والنبي صلی الله علیه وسلم لیس وکیلا علیهم أو قیما لهم حتی یکرههم علی الإیمان: "لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ"[الغاشیة:٢٢] وأن الدعاة والحرکات الإسلامیة لیست قیما للناس کما قال تعالی في سورة الرعد: "فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ"
وفي ختام کلمته عاود الأمین العام التأکید علی أن مهمتنا هي عرض فهم صحیح من الدین وفقا للاحتیاجات وملائما مع واقع الیوم إلی جانب المشارکة في القضایا الاجتماعیة من أجل خدمة الناس.
الآراء