التقی الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الدکتور عبد الرحمن بیراني مجموعة من النساء الأعضاء في الجماعة في طهران وأکد علی التعاون والتضامن واعتبر مهمة الجماعة تقدیم الخدمة للناس والمشارکة الاجتماعیة. أفاد مراسل إصلاحوب أن الأستاذ بیراني التقی مجموعة من النساء في هامش دورة "النساء الأکثر تأثیرا في الجماعة" التي تم انقعادها الأسبوع الماضي في طهران وتطرق إلی قضایا کالتزکیة والمحبة وکسب رضوان الله والتعاون والتعاضد والخدمة للناس. وخلال کلمته حول التربیة شدد الأمین العام علی الطریقة التي تهتم بصحة الجسم وعافيته وحيويته إلی جانب الترکیز علی طمأنینة الروح والشعور بالفوز والسعادة في الآخرة.
ووصف سماحته التزکیة توفیر أرضیة النمو والازدهار المتوازن والحصول علی الفضائل الأخلاقیة وکسب رضوان الله وحبه مؤکدا علی أن حب الله تعالی عندما تبرز أن یکون الله عز وجل أحب وأجدر عند العبد من غیره وأن یختص العبد خضوعه وانقیاده له فحسب وهذا سیؤدي إلی طمأنینة الإنسان وأنسه مع ربه.
وفي إشارة إلی کتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمین" الأثر القیم للأمام أبو الحسن الندوي أردف قائلا: تراجع المسلمین جریمة ضدهم وضد الإنسانیة. وأکد علی ضرورة الثقة بالنفس في المستوی الفردي والجماعي والتفکیر الإیجابي وأوصی الأخوات بتعزیز قدراتهن وضرورة عقد دورات تدریبیة تخصصیة للتأثیر الإیجابي في المجتمع مؤکداً أن تحدید الأهداف وتقسیم المسؤولیات وتفویضها علی أساس القدرات والجدارات ومتابعة وتقییم الأداء أمر مهم جدا.
واعتبر الأمین العام النساء الداعیات سفراء الجماعة مشیراً إلی آیتي 113 و114 من سورة آل عمران: "لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (*) يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَـٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" وأضاف: ذهب بعض المفسرین إلی أن الأمة القائمة تعني أمة واعیة لا تغفل عن مجتمعها ولا تزال تشعر بالمسؤولیة أمام الشعب ولا تألو جهدا في سبیل إصلاحه ویخضع أمام أوامره.
وتابع: إن إعادة التأکید علی الإیمان بالله والیوم الآخر في شأن الأمة القائمة تشیر إلی أن الاهتمام بشؤون العباد في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر والنصح هي من ثمرات الإیمان بالله والیوم الآخر. واستمر الدکتور بیراني في شرح مصدري التکافل والتضامن کإنجازین الهامین لتعالیم الدین وللحضارة الإسلامیة واستطرد قائلا: التکافل یعني تکافل المسلمین بعضهم بعضا رعایة وولایة وتحمل المسؤولية نحو بعضهم البعض والتضامن یعني التعاون والتکاتف وقبول المسؤولیة المشترکة المتبادلة.
وفي إشارة إلی الآیات الآنفة الذکر أردف قائلا: یفهم من تلک الآیات أن الله تعالی عندما یشهد علی صلاحیة المؤمنین وسعادتهم إذا اهتموا بمبدإ الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر والنصح والشفقة والشعور بالمسؤولیة تجاه أبناء البشر إلی جانب الإیمان بالله والیوم الآخر حتی یبلغ المؤمنون مبلغا یمکنهم أن یکونوا مأوی للمشردین ویستحقوا أن یلجأ إلیهم الآخرون لحل مشاکلهم.
وفي الختام أکد الأمین العام علی أن فلسفة الجماعة الوجودیة هي إشاعة التعالیم الدینیة والتحلي بالأخلاق الحسنة وتقدیم الخدمة لأبناء البشر مشیرا إلی أن الهيكل المؤسسي والتظیمي للجماعة وعقد الدورات والاجتماعات هي أداة لتحقیق مهمة الجماعة الأساسیة.
وأضاف: أود أن ألفت انتباهكم إلی نقطة هامة وهي أني ما زلت أؤکد أن مهمتنا ورسالتنا هي المحاولة لتحقیق أهداف الدین الإنسانیة والحرکة نحو التطویر الإیجابي والموضوعي في ظل العقلانیة والاعتدال والواقعیة والتجدید وهذه الاتجاهات هي بدیلة للعبثیة وعدم الشعور بالمسؤولیة والقشریة والممارسات المتسرعة والعنیفة.
وتمنی الأمین العام لجمیع الأعضاء خاصة قسم الأخوات النجاح في تحقیق مزید من مهمة الجماعة والعمل بالمسؤولیات.
الآراء