حضر الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح الأستاذ عبد الرحمن بیراني في اجتماع الهیئة التنفیذیة المرکزیة یوم الأربعاء 21 ربیع الأول وأکد علی أن رسالة الدین رسالة الدعوة والرحمة للبشریة. أفاد مراسل إصلاح‌وب بأن الأمین العام قال حول الرسالة الرئیسیة للجماعة وکافة الحرکات الإسلامیة: إن أساس رسالة الدین هي الدعوة والبلاغ المبین؛ البلاغ المبین یعني الوصول التام إلی حقیقة الأمر ووضعها في إطار صحیح نظرا لهذه الآیة: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".

وتابع: بناء علی النظرة التي یتفق علیها معظم العلماء المعاصرین أن جمیع هؤلاء الذین یعیشون حالیا وأولئک الذین سیعیشون مستقبلا هم مخاطبوا هذا الدین وکلهم من أمة محمد؛ منهم فریق یجیبون رسالة الدین وهؤلاء "أمة الإجابة" وفریق سیجیبون بعد أو لا یجیبون وأولئک "أمة الدعوة"؛ وفي إطار الانتخاب إن الدین یقوم بطرح قضایاه بوعي وبحریة ولیس هناک أي تکلف أو إلزام في قبول الدین ولهذا تکون رسالته واضحة تماما.

وأضاف الأستاذ بیراني: یحتم علینا وعلی الحرکات الإسلامیة کدعاة الدین أن یکون خطابنا واقعیا ومفهوما ولا نخوض في القضایا التأریخیة التي لا علاقة لها بدعوتنا. وصرح الأمین العام: بالطبع أن الدین لم یأت لیفرض هیمنته علی الآخرین ولیست رسالته أن یسلط أتباعه علی الآخرین ویعتبروهم ملکا لهم أو تکون لدیهم نظرة مثیرة للحرب محاولین لجمع الغنائم واستقطاب المحاربین.

وحول تشریع العنف في الإسلام أردف قائلا: أن العنف قد تم تشریعه من أجل الدفاع فحسب؛ الدین هو رسالة الرحمة لجمیع الناس إلا إذا تم التعدي علی حریات الناس وحقوقهم وأراضیهم وفي هذه الحالة یسمح للحرب المسلحة أو العنف. وخلافا لطریقة العالم المعاصر حیث یسیر نحو التطرف ونظرا للأمن النسبي الذي یسود علی العالم والقضایا التي تقع علی قمة هرم الحقوق والحریات البشریة وأسلوب تعامل الدول مع بعضها، فمن البدیهي أن لا تکون الحرب مشروعة إلا من أجل الدفاع.

وأضاف الأمین العام: في زماننا هذا أن العالم جاهز لقبول أي خطاب أو رسالة وإجابته إذا رءاه حسنا وإلا فلا ینبغي لأحد أن یقوم بتهدید أحد؛ إن السلوک العدواني والإرهابي الذي نراه حولنا لا مکانة له في الدین؛ إن قضیة الدعوة هامة جدا والیوم لا یهتم بها کما یجب وأن المسلمین لا یحاولون بتبلیغ الدین کما یستحق.

وفي ختام کلمته دعا إلی تفادي العنف قائلا: إن الخلافات القائمة بالمنطقة قد تدهورت بسبب الحروب والنزاعات وقلصت من أهمیة موضوع "البلاغ المبین" بینما أن فلسفة الدین ترکز علی الدعوة والسلام وکلما عززت هذه الفلسفة فلیس هناک حاجة إلی العنف.