يعاني بعض مؤيدي الشرعية –عامة- بمصرنا ويتألمون لحصار الحق الواضح وتزداد معاناة الإخوان المسلمين –خاصة- لإنهم إما مطلوبون أمنيا مطاردون أو معتقلون أو لديهم أقارب أو أحباب معتقلون أو شهداء أو مطلوبون أمنيا..
وليتذكر الإخوان المسلممين وأحبائهم –وهم كثر- أنهم (اختاروا) بملء إرادتهم هذا الطريق وهم يعلمون أنه ليس مفروشا بالورود وأن الجنة (مهرها) غال ومن (يريدها) فليربت على نفسه بحنو واحترام كلما أحس بالتعب وهو أمر مشروع ولن أتعجل النصر ولن أضع نفسي في موضع من أقعده استعجال النتائج عن أداء الواجب فهوى..
ولنتذكر جميعا ما قاله الشيخ محمد عبد المقصود في رابعة أن ما يحدث خير ولكنه يكره.. وقرأ قوله تعالى .. "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"..
وقال إن السيدة الفاضلة زوجته تبكي ولكنه خير..
ولنتذكر أن البكاء رحمة وأن التنفيس عن الألم مشروع بشرط عدم إشاعة الاحباط واليأس وأن يكون لتفريغ النفس من الألم ولإعادة ملؤها بالطاقات الإيجابية وليكون نورا يمشي بين الناس يمنحهم اليقين بالنصر..
ولنتذكر ما قاله النبيل د حلمي الجزار –فك الله أسره- بأن كل ما يحدث في مصر سيكون في النهاية في صالح الإسلاميين، ولنقم بزراعة اليقين في قلوبنا وعقولنا ولنكن أذكياء فقد اخترنا الطريق ونحب مواصلته فلا داع لأن نزيده صعوبة بترديد الكلمات التي تبث الاحباط أو التوقف عند تصرفات سيئة لمؤيدي الانقلاب ولنتخذ قرارا بتجاهلهم تماما والدعاء لهم بالهداية وادخار الطاقات والوقت والمشاعر للدعاء بتعجيل النصر والتمكين وشفاء الصدور وذهاب غيظ القلوب..
وليتذكر كل من يذهب لزيارة المعتقلين أن المسؤولين عن السجون يتعمدون تعقيد الإجراءات لمضايقة أهل الأسرى ولإذلالهم، وعلى هؤلاء الأهل (حرمان) الزبانية من ذلك وتذكر الحقيقة المؤكدة: لو ابتسم المهزوم لأفقد المنتصر لذة الفوز..
ونقول ذلك ونحن نحترم مشاعر أهالي الأسرى ونقدرها ونجلها ولذا نتمنى أن يتجاهلوا المضايقات والتركيز على التسبيح والذكر طوال ساعات الانتظار الطويلة وبذا يستفيدون دينيا ودنيويا (أذكروني أذكركم) ويالها من مكاسب كما يغيظون من يريدون إذلالهم برؤيتهم متألمين وتوصي بتجنب النظر في وجوه الزبانية حتى لا يروا الشماتة أو التجبر فيحسون بالألم..
ولينتهزوا هذه الأوقات الطويلة في التواصل مع أهالي الأسرى الآخرين وتبادل الخبرات الحياتية وتدعيم الصمود في غياب رب العائلة..
وعندما يأتي وقت الزيارة سيقابلون الأسرى وهم في حالة معنوية عالية وسينتقل هذا الإحساس لأحبابنا من الأسرى ولن يتألموا لرؤية الزوجات والأبناء وهم في حالة إعياء من طول الانتظار أو لسوء المعاملة..
وليتجنب كل الأخوة والأخوات الإحساس بأنه يضحي من أجل الوطن، فإنما كل ما يفعله في سبيل الله وسبحانه وتعالى الذي يمن علينا جميعا أن هدانا للحق وعصمنا من الميل للباطل بالقلب أو بالفعل.. ولنتذكر كلمة أسامة ابن رئيسنا وولي أمرنا د.محمد مرسي عندما قال : أي عار يعيشه أولاد الفسدة.. وأنه يحس بالرضا وبالفخر لأنه ابن د.مرسي..
فلنحس بالرضا لأنه الله اختارنا لنصرة الحق ولنتنافس كي يرى الله منا ما يحب ويرضى.. وإذا أحس أي اخواني بالضيق فلا يحس بالذنب ولا يلجأ لجلد الذات بل يسارع بترديد: في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء.. ما لدنيا قد عملنا نحن للدين الفداء..
ويغمض عينيه ويجدد البيعة بهدوء واطمئنان وبحسن الظن بالرحمن عز وجل..
لنتجرد من التعلق بالأسباب أو بكثرة الأعداد أو بأي مخلوق ولنثق بالآية الكريمة (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) والآية الكريمة (وما النصر إلا من عند الله)..
لنجدد العزم على الأخذ بالأسباب ولكن على وعي بأن ترك الأخذ بالأسباب معصية والتوكل عليها شرك..
لنتحلى بالنفس الطويل وأتذكر إحدى الأخوات التي قابلتها في رابعة وقالت لي بحزن أسألك الدعاء لي بالشهادة فقد ضقت بالأقاويل التي تمس الأعراض التي تنالنا في بلدتي..
فقلت لها: الشهادة لا نطلبها (هربا) من مضايقات الناس، الشهادة نطلبها لإرضاء الرحمن (وحده) ولا دخل للبشر في طلبها، وأنت (أقوى) من التوقف عند هذه السفاهات،
وتذكري أن الدعوة ستحتاج لمجهوداتك في فترة التمكين وذكرتها بالآية الكريمة (خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين) فتجاهليهم وقومي بالدعاء لهم لتفوزي بأجر المحسنة وكاظمة الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين..
فأضاء وجهها بالنور ولمعت عيناها بالتحدي ..
لنتذكر دوما الحديث الشريف (الصبر ضياء) ولنردد بقلوبنا قبل ألسنتنا الهتاف : قوة عزيمة إيمان..
وإذا أحسسنا بالتعب فلنذكر أنفسنا بأجر وثواب الرباط وبأن المسلمين الأوائل لو استسلموا للتعب أو للاحباط لما نجحت الدعوة وأننا نبتغي العزة بالرباط
وكما قيل أن الجهاد ضد الطغيان يشفينا..
عندما ينتهي اليوم فلنشكر الله على نهاية يوم من عمر الظلم، ولنبدأ اليوم الجديد بالفرح لأن هذا اليوم سيقربنا من النصر
ولنردد قول الشهيد سيد قطب:
إذا كنت بالله مستعصما
فماذا يضرك كيد العبيد..
الآراء