1- الإخلاص: فاعبدالله مخلصاً له الدین

2- تجرد الداعیة عن العصبیة والمنافع الخاصة: إن کثیراً من جاذبیة الدعوة نابع من إعتقاد المدعوین أن ما یدعون إلیه لایعود بالفائدة إلا علیهم فهی دعوة لإنقاذهم من النار ولإصلاح معاشهم فی الدنیا ولذا فإن نظرتهم الی دعاة هی نظرة احترام وتقدیر وإکبار حیث یضحون بأوقاتهم وراحتهم من أجل الآخرین.

3- الشفافیة الروحیة: طریق الدعوة طریق شاق لأنه طریق تضحیة وطریق عقبات والإستمرار فیه یحتاج الی زاد کثیر ولن یکون هناک زاد أنفع من الصلة بالله ومراقبته واللجود الیه وطلب العون منه لیس أنفع فی جلاء القلوب وصقل الأرواح من الأکثار من ذکر الله ومناجاته فی أوقات السحر.

4- التواضع

5- الحکمة: (هی وضع الشی فی موضعه وتتأتی الحکمة من خلال إمتزاج فضیلتین): کمال المعرفة وقوة الإرادة وتحمل الحکمة فی طیاتها عدداً من الفضائل الجزئیة هي: الإستفادة من التجارب الماضیة والإستعداد للإفادة من التعالیم والنصائح والبصر بالعواقب والتفکیر والتبصر والإحتیاط والإعتبار والحکمة وهَبيٌ وکسبيٌ.

6- الحرص علی المدعوین: إن نصف شروط نجاح الداعیة متوقف علی االآخرین. الداعیة یشبه بالتاجر علی الرغم من إختلاف بل تضاد اهداف کل منهما فقواعد السلوک الظاهری لدیهما واحدة ذلک إنه لا الداعیة ولا التاجر یمکنه إن یسيء الی من یتعامل معهم.

فکما یقدم التاجر التنازلات لزبائنة ویتحمل منهم انواع المضایقات فی سبیل بیع بضاعته لتحقیق ارباح (اکثر) فإن الداعیة یعامل جماعته بکل تسامح ورحابة صدر متغاضیاً عن کل الإساءات والإهانات التی قد یتعرض لها حرصه علی الصفح عن کل الزلل و الهفوات فی سلوک الآخرین التی قد تعیق سبیل قیامه بمهمته.

إن مظاهر العنایة بالمدعوین کثیرة جداً منها:

أ- ترک توبیخهم وتقریعهم: إذ إن عند الناس من الهموم ما یکفیهم ولیسوا بحاجة الی معکرات إضاقیة.

ب- السؤال عنهم وتحسس احوالهم لتقدیم العون لهم والمسارعة إلی مشارکتهم فی أفراحهم وأحزانهم.

ج- دراسة حالاتهم ومعرفة أقرب الطرق الی عقولهم وقلوبهم، فالتأثیر الیوم فی الناس لم یعد سهلاً کما کان قبل ولم یعد الناس غُفُلا یصدقون کل ما یقال لهم والذی یفهم طریقه تفکیر الناس ویعرف مفاتیح اهتماماتهم یستطیع أن ینفذ الیهم اکثر من غیره.

د- إن أحسن الطریق لضمان استمرار المدعو فی طریق الخیر هو أن نحوِّله نفسه الی داعیة یحمل هموم الدعوة ویتنبی أفکارها.

هـ- منا من یفسر الحرص علی المدعو تفسیراً خاطئاً، فیضع علی المدعو القیود ویحجر علیه الإتصال بالآخرین أو الحوار معهم ویظن أنه بذلک یحفظه من الضياع وهذا قد یکون صحیحاً فی حالات خاصة لکن القاعدة العامة فی هذا، أن شدة الحرص علیه بمثل هذه الطرق قد تکون هی الدافع – بعد حین – الی ترک الدعوة والخلاص من الحجر المفروض علیه.

و- إن خبرة الحرص علی المدعوین لن تنضج إلا من خلال دراسة حالات کل اولئک الذین ترکوا الدعوة.

المقتبس من الکتب الدعویة