لنعتقد بأن أهل السنة في إیران یمثلون رصیدا کبیرا للبلاد. إن أسبوع الوحدة عادتا ما یوفر فرصة للحوار حول الوحدة الشیعیة السنیة بنظرة تأریخیة إلی روایتین بخصوص مولد النبي الکریم وهذه العبارة تستخدم علی المسامحة وإلا فلیس من المفترض أن تعنق سنیا مذهب الشیعة أو العکس ولکني أنظر إلی أسبوع الوحدة بنظرة أخری وهي ضرورة وجود أهل السنة بإیران.. إیران دولة إسلامیة ولكن الغالبية العظمى من سکانها من الشيعة ووجود عدة ملایین من أهل السنة في أنحائها شکل حلقة وصل بین إیران والعالم الإسلامي وهذا هو الرصید الکبیر الذي قدمه أهل السنة لإیران. علی ممر التأریخ إن الأقوام والأدیان المختلفة التي انتشرت فیها قبل الإسلام والفرق المذهبیة والدیانات المختلفة بعد الإسلام عززت قوة البلاد الداخلیة وقدراتها الإقلیمیة وزادتها الصفح والتسامح. یجب أن نلاحظهم إن أهل السنة بشکل محدد کموضوع أسبوع الوحدة یتمثلون مصدر قوة البلاد في المستوی الخارجي والداخلي.

کلما أصبحت ظروف العالم الإسلامي أكثر صعوبة وصار العنف الدیني الإسلامي أکثر شیوعا بظهور مجموعات متطرفة کالطالبان والداعش والقاعدة نفهم المزید من هذه الحقیقة أن أهل السنة بإیران کانوا ولا یزالون یساعدون إیران کدولة إسلامية ذات الشیعة والسنة لتدین العنف بصراحة وبصوت عال. إذا لم یکن أهل السنة في إیران من الممکن أن یروج شیئا فشیئا بأنها دولة شیعیة وهي خارجة عن دائرة الإسلام بفضل ظهور السلفیة (الوهابیة) في المنطقة والموارد المالیة والإعلامیة التي یتمتع بها السعودیون في العقود الأخیرة.

إذا لم یکن أهل السنة یجب أن تحاول الحکومة للدعوة من السنة للإقامة في إیران حتی لا تنقطع علاقة البلاد مع العالم الإسلامي. الضغوط السیاسیة والاجتماعیة التي تمارس إحیانا علی أهل السنة تضر شیعة إیران فضلا عن ضررها علی حقوق المواطنة لأهل السنة. المتطرفون الشیعة الذین یروجون لتهمیش السنة واضطهادهم ورفضهم في الحقیقة یستهدفون أساس مذهبهم ووطنیتهم عن قصد أو غیر قصد.

إذا سمحت السلطات لأهل السنة ببناء مسجد لهم في طهران العاصمة من أجل تعزیز الشیعة وفي سبیل اعتزاز البلاد لکان بمثابة دعم سیاسي واعتقادي للشیعة؛ إذا دعمت السلطات أهل السنة في الداخل دعما شاملا لکانت بإمکان الحکومة وعلماء الشیعة المطالبة بحقوق الشیعة في أنحاء العالم. في المقابل من المتوقع أن یجتنب سنة إیران المجموعات المتطرفة السیاسیة في المنطقة واصطفوا أمامهم وهذا الأمر قد تم مراعاته بعنایة من قبل السنة حتی الآن.