يحشد أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لتصعيد تظاهراتهم الاحتجاجية اليوم في ميدان رابعة العدوية وعدد من المحافظات تحت شعار "جمعة الرفض"، فيما تتواصل الاعتقالات بحق قياديين في جماعة الإخوان المسلمين، رغم تأكيد الجيش حرصه على "تجنب اتخاذ أي إجراءات استثنائية أو تعسفية ضد أي فصيل أو تيار سياسي". وذكرت بوابة حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين أن المعتصمين بميدان رابعة العدوية "بدؤوا الاستعداد لأداء صلاة الجمعة تحت أشعة الشمس الحارقة حيث افترش الشباب والنساء المنطقة المحيطة بالمنصة الرئيسية داعين المولى عز وجل لنصرة عبده محمد مرسى". وأضافت أن عدد شباب "التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية" ما زال ينظم مسيرات تجوب منطقة رابعة رددوا الهتافات الرافضة لما صدر من القيادة العامة بالقوات المسلحة منها "عزيمة إيمان المرسى بيضرب في المليان، يا سيسي يا عميل الأمريكان" في إشارة إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. كما رددوا هتافات أخرى بهذا المعنى منها "عسكر عسكر ليه هو احنا في غابة ولا أيه"، و"بالطول بالعرض هنجيب السيسى الأرض"، و"اصحي يا سيسي مرسي رئيسي"، و"يا سيسي يا واكل أبوك.. الصعايدة هيكلوك". وحمل المتظاهرون أعلام مصر، وصورا مؤيدة لمرسى مدونا عليها "اشهد اشهد يا الله شرعك هو اللى اخترناه"، كما رددوا أيضا "يا رب انصر مصر"، و"إما النصر وإما شهادة". وأشار الموقع إلى أنه من المقرر انطلاق مظاهرات احتجاجية أخرى في عدد من المحافظات الأخرى في الوجهين القبلي والبحري تنديدا بـ"الانقلاب على الشرعية وعزل أول رئيس مدني منتخب". اعتقالات وبالتزامن مع الحشد للتظاهر الاحتجاجي واصلت السلطات اعتقال عدد من قيادات جماعة الإخوان ونشطائها، من بينهم محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود من دون تحديد التهمة الموجهة إليه. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، اليوم، إنه تم إيداع القيادي في الجماعة حلمي الجزار سجن طرة مع المرشد العام السابق للجماعة مهدي عاكف، والنائب السابق بالبرلمان المصري المنحل محمد العمدة على ذمة التحقيق بتهمة التحريض على العنف. وذكرت مصادر أمنية أن قرارات بالمنع من السفر وبالإدراج على قوائم الترقب بالمطارات والمرافئ صدرت بحق عدد كبير من الأعضاء البارزين في جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة وحزب الوسط. من جانبها أكدت جماعة الإخوان المسلمين رفضها "إرهاب الدولة البوليسية باعتقال رموز الجماعة والحزب وإغلاق القنوات الفضائية واقتحام القنوات الفضائية"، في إشارة الى حزب الحرية والعدالة الذي يمثل "الإخوان المسلمين" سياسيا. وأضافت في بيان لها "نقف ضد الانقلاب العسكري ضد الشرعية والدستور"، مؤكدة "عدم التعامل مع السلطة المغتصبة". كما أعلن الإخوان "رفضهم القاطع لكل صور العنف ضد المظاهرات ويؤكدون التزامهم بالتظاهر السلمي" وحملوا كل مؤسسات الدولة مسؤولية حماية المظاهرات السلمية. حياد الجيش وتأتي تلك الاعتقالات رغم دعوة الجيش المصري إلى الوحدة والمصالحة ورفض "الانتقام" بعد عزله مرسي وقبل ساعات من انطلاق المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول أكدت القوات المسلحة المصرية في بيان لها الليلة الماضية ضرورة "تجنب اتخاذ أي إجراءات استثنائية او تعسفية ضد أي فصيل أو تيار سياسي". وأضافت أنها "تؤمن بأن طبيعة أخلاق الشعب المصري السمحة والقيم الإسلامية الخالدة لا ولن تسمح بأن ننساق إلى أي دعوة للشماتة أو الانتقام بين فرقاء الشعب الواحد، وما يصاحب ذلك من اعتداءات منبوذة على أي مقرات حزبية أو ممتلكات عامة أو خاصة". كما أشار البيان إلى أن "التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي حق مكفول للجميع"، إلا أنه شدد على أن "الإفراط في استخدام هذا الحق دون داع وما قد يصاحبه من مظاهر سلبية" يمثل "تهديدا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن". غياب إعلامي في غضون ذلك يتواصل لليوم الثالث على التوالي وقف بث مجموعة من القنوات المصرية التي تنتمي، حسب تمويلها، إلى محسوبين على التيار الإسلامي المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي. وتضم قائمة القنوات التي أغلقت قنوات "مصر 25" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول وقنوات سلفية هي "الناس" و"الحافظ" و"الرحمة". كما أغلقت قناة "الجزيرة مباشر مصر" لفترة قصيرة قبل أن تعود للبث مجددا بعد أن توقفت تغطياتها الإخبارية جراء إلقاء القبض على العاملين فيها والذين أفرج عنهم لاحقا عدا رئيس القناة أيمن جاب الله الذي لا يزال محتجزا. وبينما بثت القنوات المصرية الحكومية والخاصة على مدار يوم أمس الخميس مشاهد للاحتفالات بعزل الرئيس محمد مرسي من ميدان التحرير وعدد من المحافظات لم تقم أي من القنوات منذ مساء الأربعاء ببث أي مشاهد لاعتصام مؤيدي الرئيس المعزول في ميدان نهضة مصر قرب جامعة القاهرة أو ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر أو مسيرات ينظمها مؤيدوه في المحافظات المصرية.
الآراء