يتجه عدد من أنصار المرشح الرئاسي الخاسر أحمد شفيق إلى إنشاء حزب سياسي تحت اسم "مصر للجميع"، وهو الشعار السابق للحملة، في وقت لم يستبعد شفيق الفكرة. وقال أحمد الصاوي المسؤول في حركة "صوت الأغلبية الصامتة" المؤيدة لشفيق، إن أنصار المرشح السابق سوف يتجمعون في السابعة مساء اليوم الاثنين قرب منزله بمنطقة غرب الغولف بالقاهرة الجديدة من أجل مواساته ومطالبته بأن يتولى رئاسة الحزب، وأن يمارس العمل السياسي من خلال حزب "يمثل مصر للجميع ويحقق مبادئ ثورة 23 يوليو/تموز"، وفق تعبيره. وقال شفيق مساء أمس الأحد للتلفزيون المصري "قد أفكر في أمر تشكيل حزب أو تيار سياسي بناء على طلب وتوجهات من شاركوني في حملتي ومن أعطوني أصواتهم، ولكني أحتاج الآن لأخذ قسط من الراحة لترتيب أولوياتي". مؤتمر صحفي ومن المتوقع أن يعقد شفيق اليوم مؤتمرا صحفيا بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، يوجه فيه التهنئة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي على فوزه بمنصب الرئاسة، ويوجه الشكر أيضا لأعضاء حملته على ما بذلوه من جهد مكنه من الحصول على أكثر من 12 مليون صوت. وبدا أن شفيق تقبل الهزيمة، إذ أرسل برقية تهنئة إلى مرسي خاطبه فيها بلقب "السيد الدكتور"، وأعرب في تصريحات لإحدى الفضائيات عن استعداده كي يكون "تحت الأمر"، في وقت وجهت فيه حملته التهنئة أيضا إلى مرسي. وقد تعرضت تلك الحملة للتفكيك، إذ لا يرد المتحدث باسمها أحمد سرحان على أي اتصال هاتفي. وبحسب مصادر مقربة من أعضاء الحملة فقد اعتبروا أنه قد انتهت مهمتهم، وعاد كل منهم إلى عمله العادي، كما أن أيا منهم لم يعد مخولا الحديث باسم الحملة لوسائل الإعلام. قبول هادئ وكان شفيق تابع إعلان النتيجة من منزله، وتقبلها هادئا وسط كريماته الثلاث، في حين قضى أنصاره ليلة حزينة في أعقاب إعلان فوز الدكتور مرسي، وتعرض بعضهم للإغماء وساد بينهم الشعور بالذهول، في حين أغلق أعضاء الحملة الرسمية هواتفهم وتواروا عن الأنظار. وبينما لم يعرف معظم مؤيدي شفيق طعم النوم أمس، وحصل بعضهم على إجازة مفتوحة من عمله تجنبا لمواجهة زملائه لدى العودة، أخذ بعضهم الآخر يسابق الزمن قبل إعلان النتيجة في محاولة لتشكيل مؤسسة رئاسية، وعقد لقاءات مع رموز سياسية. تجمع واختفاء وتجمع العشرات من أنصار شفيق عصر أمس الأحد عند منصة الجندي المجهول بمدينة نصر قبل إعلان النتيجة بدقائق للاحتفال بفوزه المتوقع، لكن إعلان فوز الدكتور مرسي وقع عليهم كالصاعقة فقطع بعضهم طريق النصر وقذف سيارات مارة بالحجارة، فطاردهم أهالي الحي بعدما خربوا لافتات في الطريق للدكتور مرسي، ومزقت إحداهن ملابسها احتجاجا على النتيجة. وارتفعت هتافاتهم الغاضبة "المشير طنطاوي سلمها (يقصد مصر) للإخوان"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، وانخرطت نساء كثيرات في البكاء، وفي الوقت نفسه اختفت صفحات عدة من على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كانت مخصصة لدعم شفيق وتأييده. وقد وصف الرئيس الأسبق لنادي القضاة المستشار زكريا عبد العزيز هذه التصرفات بأنها غير مسؤولة، وقال إنه يجب أن تتم ملاحقتهم بالقانون، مشيدا بتهنئة شفيق لمرسي، وأكد أنها تعبر عن أخلاق المصريين. وقال للجزيرة نت "كلنا مصريون ويد واحدة، لكن بعد خسارة شفيق قد يتم التحقيق معه فيما قُدم بحقه من بلاغات إلى النائب العام بتهم الفساد المالي، وهذه المرة سيكون هناك حصر جديد للأدلة لهذه الاتهامات".