لأهل السنة فی إیران دور عظیم فی انتصار الثورة الإسلامیة وکان لهم تضحیات کثیرة فی الحفاظ علی الثورة فی السنوات الماضیة ، ولم یهملوا فی أداء مسئولیاتهم رغم إهمالهم من جانب المسئولین .ونحن لا نتحدث عن الأسباب التی أدّت إلی هذا الإهمال ولکن هناک أیادٍ متطرفة لا تری حقا لأهل السنة. وهذا التطرف موجود من کلا الجانبین ( السنة والشیعة ) لکن لا نعتقد أن المسؤلین کلهم لهم هذا الموقف بالنسبة لأهل السنة؛ بل کثیر منهم لهم أفکار معتدلة و یتبعون منهج الوسطیة والاعتدال و التعامل وقبول الآخر .وشاهدنا هذا الاختلاف فی التعامل مع أهل السنة فی السنوات الماضیة . بناء علی هذا رأینا إقبالاً کثیفاً من أهل السنة علی صنادیق الرأی و الإدلاء بآرائهم دعما للروحانی؛ لأنهم یرون فیه اعتدال الخاتمی و سعة فکرالهاشمی .نحن نتمنی أن نکون قد أصبنا فی هذا الانتخاب ولا یخیب أملنا فیه.

أمّا مطالبات أهل السنة منه فلیست شیئا فوق مقدرته؛ بل نحن ندرک الواقع الموجود فی إیران وحدود مجال العمل فیه و نعتقد أنّ بعض المسئولین یقفون مکتوفی الأیدی فی بعض المجالات و لایقومون بما یجب علیهم من أداء حقوق الآخرین .

إنّ الدستور أعطی کثیراً من الحقوق لأهل السنة و إن کان لدینا بعض الانتقادات للدستور؛ لکن مع هذا الوصف نعیش ملتزمین بهذا الدستور الذی تم التصویت علیه ونتوقع من الرئاسة أن یعطینا ما أعطانا الدستور.

حسن روحانی رجل عالم و مثقف و عاش فی أروبا وأخذ شهادته الجامعیة فی انجلترا و معتدل فی المواقف و الأفکار، و قد دعمه  الإصلاحیون فی إیران و وعد أهل السنة و الأقلیات الأخری أن یسعی لإعطاء حقوقهم؛ لکن هناک أمور یجب أن تراعی :

1- التغییر لا یأتی صدفة و یحتاج إلی زمن و تهیئة أرضیة مناسبة وکل تغییر أتی عاجلا یزول عاجلا .

2- بسبب أحداث التی وقعت فی المنطقة واشتعال الحروب الطائفیة والمذهبیة؛ علی کلا الجانبین أن یأخذا حِذرهما و یبتعدا عن الأسباب التی لها دور فی دخول مجتمعنا فی هذه الحروب الدامیة.

3-أمریکا تسعی لإیقاد نارالفتنة فی الشرق الأوسط  وتدعم الدیکتاتوریات فی المنطقة و ترید أن تشتغل المسلمون بعضهم ببعض وتُکون إسرائیل فی أمن واسقرار لتفعل ما تشاء .ولهذا علی الروحانی أن یدرک الأمر قبل فوات الأوان و یهتمّ بحقوق أهل السنة و الجلوس علی طاولة الحوار مع عقلاء القوم وإعطائهم بعض المسئولیات .

 4-الإقبال علی الحوار وقبول ثقافة الاختلاف والابتعاد عن إقصاء الآخر   والتقارب بدل التقریب و إبعاد المتطرفین من المسئولیات و منعهم من جعل أنفسهم ممثلین عن الحکومة یفعلون ما یشاؤون.

هذا ما نتمناه ونرجو أن یحققها الروحانی و نحن ندعمه بکل ما لدینا من طاقات.