ضمن سلسلة "دراسات منهجية هادفة في التربية والتزكية والسلوك"، التي كانت تصدرها "دار السلام" للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة في مصر، في التسعينيات الماضية؛ جاء كتاب "تربيتنا الروحية" للمفكر والتربوي الإسلامي المعروف سعيد حوَّى.
الكتاب في الأصل كان مخصصًا لتناول بعض آثار الصوفية على الحركة الإسلامية المعاصرة، ولكن المؤلف فضَّل أن يتناول فيه قضية التربية الروحية باعتبار أنها – مع التربية الفكرية – من أهم مكونات عملية التنشئة لدى الحركة الإسلامية، وعمود الأساس الذي تنهض عليه مختلف الجوانب الحركية.
الكتاب جاء في 222 صفحة، قسَّمها المؤلف إلى مقالات وخواطر، حمل كل منها اسم "باب"، وجاءت في 17 بابًا.
تبدأ المقالات بقراءات ذات طابع فلسفي وفكري، حول طبيعة الإسلام، كدين شامل متكامل، يحمل جوانب مادية ومعنوية، تغطي مختلف طبائع الإنسان واحتياجاته وفق تفاعله مع الحياة وصروفها.
ثم تناول مجالات علم التصوف، وأبرز مركزياته، نقطة السير إلى الله تعالى، وتعظيم علاقة الإنسان بربه، والاتصال الدائم به، ويقدِّم في ذلك بعض الأمور، مثل أهمية الذِّكْر والأوراد، والتربية الإسلامية.
كما يتناول حوَّى أمراض النفس الإنسانية، ويؤكد أن علاجها وعلاج أدوائها، وكيف يمكن للإنسان أن يجاهد نفسه، ويعود في هذا الموضع لكي يؤكد على أهمية إصلاح العلاقة مع الله تعالى، من خلال العبادات والذِّكْر وكل ما من شأنه ربط الإنسان بربه سبحانه.
ولم يخلُ الكتاب بطبيعة الحال من تناول الجوانب الأهم في مسألة التربية الإسلامية، مثل الأخلاق والآداب، وصور الصحة النفسية والقلبية.
الكتاب جدير بالقراءة في ظل ما يعصف بالمسلمين من أزمات قادت إلى التأثير حتى على عقيدة البعض وإيمانياته، ووضعت أثقالاً على نفسه لا يمكن رفعها إلا بتوثيق العلاقة مع الله تعالى.
تربيتنا الروحية سعيد حوى.pdf تحميل
الآراء