لا يمكن بأي حال وصف بشاعة تلك الجريمة الإرهابية التي استشهد على إثرها خمسون مسلماً دون سبب إلا لأنهم مسلمون تجمّعوا في يوم الجمعة لأداء ما افترضه الله عليهم، متمسكين بعقيدتهم رغم كل المغريات التي تحيط بهم في بلاد "الكفر". فمنظر ذلك الإرهابي الذي دخل مسجدين ليسفك دماء الأبرياء دون سبب، وكأنه يقوم بمحاكاة لواحدة من ألعاب الفيديو، يثير القشعريرة والاشمئزاز،
كم من أناس عاشوا أعمارًا طويلة ثم طواهم الموت، فلا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا، وكم من علماء ودعاة ومصلحين عاشوا أعمارًا قصيرة لكن آثارهم وإشعاعاتهم وتأثيراتهم فيمن بعدهم لا تقاس بالفترة القصيرة التي عاشوها. انظر إلى سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي عاش ثلاثًا وعشرين سنة هي عمر الدعوة في مكة والمدينة، وهذان العقدان من الزمان غيرا وجه الأرض،
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة