رسالة تعزية من الٲستاذ عبد الرحمن بيراني عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمناسبة وفاة العلامة الأستاذ يوسف القرضاوي.

نص الرسالة كما یلي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

«إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ» (فصلت/۳۰)

العالم المجاهد والفقيه الحكيم العلامة الشيخ يوسف عبدالله القرضاوي، واری جثمانه الثرى بعد أن قضى حياة مباركة مليئة بالخدمة لدين الله عزوجل وعباده، ورحل من بيننا نحن أهل الأرض وافداً إلی ربّه عزوجل. لقد کان الفقيد الغالي عالما مثقفا وفقیها عبقريا، جمع بين العلم والعمل، وبين الأصالة والحداثة، وبين الاجتهاد والقضايا الاجتماعية والثقافية بدقة وأمانة، وأمضى حياته المبارکة لبيان تعاليم الإسلام الأصيلة، ملتزماً بمنهج الاعتدال والوسطية. 

لقد تَسامی رحمه‌الله عن الآفاق الضيقة للتعصب والطائفية بجناحين من المعرفة والتقوى، وتعمَّق في بحر المعارف الإسلامية لمختلف المذاهب والفرق، حتی أصبح موسوعياً في العلوم الإسلامية. فقد أعاد النظر في المفاهيم الأساسية للدين بمنهجية علمية حديثة، فکان له آراء متميزة وجريئة في الحرية وبعض المستجدات في العصر الحديث التي تستحق التأمل والاهتمام من العلماء والفقهاء والباحثين. 

لقد سَلَّم رحمه‌الله روحه لبارئه عزيزاً وترک تراثا غزیراً من الإنتاجات الفكرية البديعة التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الحقيقية في حياة المسلمين في إطار ما يقارب مائتين من المؤلفات القيمة، ولانزکي علی الله احداً.

وبهذه المناسبة المؤلمة، أصالة عن نفسي ونيابة عن الأعضاء الإيرانيين المحترمين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أعزي عائلة الفقيد الغالي ورئیس الاتحاد والأمين العام ومجلس الأمناء وأعضاء الاتحاد وطلابه ومحبيه وعامة المسلمين في جميع أنحاء العالم بأحرّ التعازي القلبية علی هذا المصاب الجلل، وأسأل الله العلي القدير أن يمن علی الأمة الإسلامية بـخَلَف له من العلماء الربانيين لسدّ هذه الثُّلمة الکبيرة. 

أللهم تقبَّل شيخنا وحبیبنا في الصالحين وارحمه برحمتك الواسعة وأدخله الفردوس الأعلی مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئک رفيقا.

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس. آمین یا أرحم الراحمین

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

عبد الرحمن بيراني

عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

والأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح- إيران