فی الأسبوع الماضی تمّت قراءة تنبیهین من قبل نواب أهل السنة و الجماعة فی البرلمان الإیرانی ،إضافة إلی رسالة تندید تتضمن توقیع أکثر من مأتی شخص. والقاسم المشترک فی هذه الرسائل الثلاث هو الرد علی التوجه الطائفی و التعصب المذهبی و التندید بالإساءة إلی مقدسات الطرف الآخر. و تعلن جماعة الدعوة و الإصلاح بکونها جماعة تعتز بحضورها فی أوساط المجتمع السنّی، دعمها لتصریحات کتلة النواب المذکورة و المذکرة الاحتجاجیة الموقَّعة، وتذکر بالأمور التالیة:

أولاً- إنّ الإساءة إلی مقدسات الأدیان و المذاهب سواءً کانت من قبل شخص أو مجموعة، مرفوضة نقلاً و عقلاً تحت أیِّ ذریعة. فی حین أنَّ القرآن الکریم یأمر المسلمین فی تعاملهم مع مقدسات المشرکین بعدم الإساءة و السب، قال تعالی:« وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ . . . » (الأنعام :108)، فمن الأولی أن یعد  سبّ  المقدسات المذاهب الاسلامیة و إساءتها أمرا شنیعا و مصداقا لمخالفة أمر الله‌ جل جلاله.

ثانیاً- نظراً للأوضاع الإقلیمیة الملتهبة وظهور الأفکار المتشددة و النزاعات الطائفیة، فإنّ أیّ تدخل فی الأمور الخلافیة و إثارة المشاعر الطائفیة، لا یؤدی إلّا إلی تشدید الخلافات المؤدیة إلی الأزمة.

ثالثاً- لاشک أنَّ التحقیق و البحث العلمی بین النخبة و المختصّین فی قضایا المذاهب الإسلامیة فی مختلف المجالات أمر مطلوب ویمهد لمزید من التفاهم و التقارب، لکن أن تذاع الخلافات بطریقة غیر مدروسة و من جانب واحد، فانها تؤدی إلی التوترات و الأزمات.

رابعاً- إن الاصل الثانی عشر من دستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، ینصّ علی الاحترام المتبادل بین أتباع المذاهب الإسلامیة بعضهم البعض و یؤکد علی ذلک. علی هذا یرجی من جمیع الجهات الإعلامیة جعل هذا الأصل نصب أعینهم.

جماعة الدعوة و الإصلاح الإیرانیة
1/2/1431
17/01/2010